اكتشاف عظام وجماجم أثناء توسعة مدرسة الجشة !!

المبرز : مقابر« الجنوبية» والأطفال والعلماء « مسرح » للتعديات والمخلفات واكتشاف عظام وجماجم أثناء توسعة مدرسة الجشة

( حساكم - محمد العويس )
مابين سلسلة الاعتداءات التي تتعرض لها مقابر الأحساء بالهفوف والمبرز وبين تحول البعض الآخر فجأة وبدون مقدمات إلى ملاعب لكرة القدم ومكب للنفايات ومواقف للسيارات وأحيانا جلسات للسهر تظل مشاكل مقابر الأحساء إحدى القضايا التي تؤرق مواطني الأحساء « الأحياء « فضلا عن مايحدث من انتهاك لحرمة « الأموات « ولم يطل هذا الاعتداء الصارخ مقبرة واحدة بل تحول الأمر إلى مايشبه الظاهرة وأصبح مألوفا أن تشاهد هذه الاعتداءات دون تدخل من جهة مسئولة ربما تكون أجهزتها قد تورطت في شكل من أشكال الاعتداء على أحد المقابر ، الصورة المؤسفة التي تتعرض لها مقابر الأحساء تحتاج إلى تدخل عاجل للحفاظ على حرمة هذه القبور من الانتهاك اليومي الذي تتعرض له ، « اليوم» فتحت ملف الاعتداءات التي تتعرض له مقابر الأحساء على مدار ثلاث حلقات

لمقبرة الجنوبية
حالة غريبة من التعدي تعرضت لها المقبرة الجنوبية الشرقية بالمبرز والتي تقع في مدينة المبرز على الرغم من أن دفن الموتى لايزال مستمرا فيها إلا أنها للأسف الشديد تعرضت لانتهاك وتعدي مما تسبب فى استياء الكثير من أهالي المتوفين الذين تم دفنهم داخل هذه المقبرة .
الجزء الشرقي
يقول المواطن سالم السلام لقد تم التعدي العلني على المقبرة في الجزء الشرقي حيث تم اقتطاع مساحة تبلغ (1000م2)تقريباً ،وهذا التعدي لم يتم اتخاذ الاجراءت اللازمة والشرعية نحوه وفقا للتعليمات الرسمية التى تقضي بعدم الاعتداء على المقابر وعدم اقتطاع أي جزء منها دون موافقة الجهات المعنية والمختصة ، وأضاف السلام أن المكان الذي تم التعدي عليه كان جزءا من المقبرة تم حفره وإدخاله للشارع وبعدها تم التعدي داخل المقبرة وبناء جدارعلى قبورالموتى دون وجود لجنة شرعية وبعد مطالبنا بعدم البناء تم هدم الجدار الذي لاتزال آثاره موجودة والمشكلة الكبرى أن الجزء الذي تم الاقتطاع منه تبقت منه أجزاء و تشي بالفعلة المؤلمة قبور موجودة ومكشوفة أصبحت خارج المقبرة والسيارات تمر عليها دون وجود رقيب أو حسيب ، بل إنها تعرضت للنبش وهذا أمر في غاية الخطورة يجب أن لايترك وأن يتم تدخل الجهة المعنية للتحقيق فيه .
تكسير وتخريب
ويقول حمد الربيع للأسف الشديد هذه المقبرة التي تعتبر من المقابر القديمة تعرضت لتخريب وتكسير من مجهولين قاموا بتكسير الإنارات الداخلية دون سبب يذكر وسط استغراب كبير ، بل إن منهم من تعمد فتح خزانات المياه كما تعرضت بعض المقابر للغرق والهدم والبعض تسبب في مشكلة الأوساخ التي تنتشر بصورة غريبة للمقبرة ، وهذا لايجوز في حق مقبرة المسلمين فلنا فيها أهالي موتى ونحن نرفع صوتنا ونناشد الجهات المختصة بالتدخل وعمل اللازم والمفروض لصيانة مقابر المسلمين .
كلاب ضالة
وأضاف زامل الشعلان أن عدم وجود أسوار لهذه المقبرة أدى إلى دخول الكلاب الضالة بأعداد كبيرة رغم أن الأهالي تخلصوا من جزء كبير من الكلاب التي تنتشر فى المقبرة بجهود فردية إلا أن أعدادها لاتزال تتزايد وهي تشكل مخاطر كبيرة على قبور الموتى وتقوم بحفر ونبش للمقابر وكل ذلك بسبب الفتحات المتعددة للمقبرة والتي تحتاج اهتماما كبيرا وصيانة من الجهات المسئولة التي لم تتدخل حتى الآن تجاه مشكلة هذه المقبرة .
مواقف للسيارات
وقال يوسف السلام هناك مشكلة كبيرة وتعد على حقوق هذه المقبرة من قبل أصحاب السيارات الذين حولوا مداخل المقبرة إلى مواقف لسياراتهم دون مراعاة لحق المقبرة والموتى فهناك صعوبة شديدة جدا في نقل الموتى إلى المقبرة نظرا لأن هذه السيارات تغلق الطريق أوقاتا طويلة ، وهي ليست مخصصة لمواقف سياراتهم ومن هنا نطالب الجهات المعنية التدخل ومنع إلقاء المخلفات والنفايات فيها كون هذا الأمر فيه انتهاك لحرمة المقابر والأموات.
مطالب بالاهتمام
وطالب الأهالي بأن يكون هناك اهتمام أكبر بهذه المقبرة و أن يتم إعادة ما تم التعدي عليه وصيانة جدرانها والبوابات وتعيين حراس ، كما طالبوا بأن يتم تطوير المغتسل وفتحه حتى يتم الاستفادة منه في تغسيل الموتى نظرا لقرب المسافة بين المسجد وبين المقبرة .
مقبرة العلماء
وتعد مقبرة العلماء إحدى المقابر القديمة في المبرز و تم الدفن فيها منذ قديم الزمان ، بينما توقف الدفن فيها في الوقت الحالي ، ولم تسلم هذه المقبرة هي الأخرى من التطاول الذي وصل إلى حالة تعد صريحة بعد أن تم فتح جدار المقبرة وتحويله إلى ممر ومدخل لعبور السيارات وسط تجاهل كبير من أصحاب هذه السيارات والبيوت المجاورة دون أدنى مراعاة لحقوق المقبرة والموتى ،حيث أصبحت طريقا ممهدا بالتراب تمر عليه السيارات .
مكب للنفايات
وفي المقابل ذكر عدد من الأهالي أن هذه المقبرة قديمة جدا وقد استغلها عدد من ضعاف النفوس واستخدموها مكبا للنفايات والمخلفات التي أصبحت تغطي أجزاء كبيرة من المقبرة وتم دفن أجزاء كبيرة من المقابر .
آثار الهبوط
وقال شهود عيان أنهم رأوا عددا من هذه القبور بدأت عليها آثار الهبوط مؤكدين أن كثرة عبور السيارات ومرورها أدى إلى تفاقم هذه المشكلة مطالبين بتشكيل لجنة عاجلة لإعادة دفن هذه المقابر بالطريقة الصحيحة .
مأوى للكلاب
وذكر حمد بو سعد أن هذه المقبرة وبعد أن سقطت أجزاء من جدرانها تحولت إلى مكان ومأوى للكلاب الضالة التي انتشرت بشكل كبير ومخيف جدا يهدد حرمة الموتى المدفونين ، وقال هناك أيضا من قام بإلقاء الحيوانات النافقة دون مراعاة لحق هذه المقبرة وتحويلها لمكان نفايات وأيضا استغلها البعض لمواقف السيارات دون أي مشاعر تذكر منهم وكل همهم إيقاف السيارات الخاصة بهم حتى لو كانت على حساب الموتى .
مقبرة الأطفال
ومقبرة الأطفال ( القوع ) بحي غصيبة الخاصة بالأطفال هي الأخرى شهدت تعديا كما قال أحد المواطنين مشيرا إلى أنه فوجىء بتعد خطير جدا على مقبرة ( القوع ) المخصصة للأطفال حيث يتم إلقاء كميات كبيرة من المخلفات داخلها بل إن هناك من قام متعمدا بتخريب وتكسير الجدران الخاصة بالمقبرة ولذلك أصبحت هذه المقبرة مكشوفة تماما من جميع الجهات ما سمح لضعاف النفوس بالدخول والتجول وإلقاء المخلفات خاصة وأن الباب مفتوح دون وجود من يحمي هذه المقبرة لعدم وجود الحراسة فيها ، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إن هناك من استغل جدران هذه المقبرة لتكون لوحة تتسطر عليها الكتابات المختلفة والرسومات ، و إلى جانب أن الأسوار الخارجية للمقبرة تم استغلالها كمكب للأوساخ والنفايات وسط استغراب كبير ، منوها إلى أن وجود فتحات كثيرة على جدران المقبرة تسبب فى دخول أعداد كبيرة من الكلاب الضالة التي تتخذ المكان مأوى لها .
قبور داخل مدرسة
وفي بلدة الجشة تم إيقاف العمل في إحدى المدارس بعد أن تم اكتشاف قبور داخل حدود سور مدرسة الجشة الابتدائية ، وكانت إدارة التربية والتعليم تقوم بحفر أساسات لإنشاء مبنى تعليمي ملحق لمدرسة الجشة، وأثناء العمل تم استخراج عظام وجماجم بشرية ، دون أن ينتبه أحد بأن المكان مقبرة ، وفور تلقي الجهة المسئولة البلاغ من أحد المواطنين تم تشكيل لجنة لمعاينة الموقع وتبين صحة بلاغ المواطن كما تبين أن العظام من أماكن مجاورة بالموقع وتخص قرابة 30 قبرا تم نبشها عن طريق عمال الشركة المنفِّذة دون علمهم , وبعد قيام اللجنة بمعاينة الموقع تبين أن الأماكن التي لم يتم الحفر فيها حتى الآن بها آثار قبور كثيرة مطموسة المعالم و بمستوى الأرض وليس لها شواهد تدل عليها ، كما تبين أنه يوجد مقبرة يفصل بينها وبين سور المدرسة طريق أنشأه المجمع القروي التابع لأمانة الأحساء من فترة قريبة حسب رواية المواطنين.
وعلى الفور تم تشكيل لجنة شرعية لمعاينة المقبرة والنظر في الأمر لاتخاذ الإجراءات اللازمة ، وأفادت اللجنة وجود عظام وجماجم آدمية وقبور تم نبشها بواسطة العمال في الموقع ، ووجود قبور معالمها واضحة ولكن تعذر حصر عددها وتم إيقاف العمل في هذه المدرسة واستجابت إدارة التربية والتعليم لقرار اللجنة وأوقفت العمل احتراما للمقابر و حرمتها .